"حسنا،هذا ثالث عائد هذا الاسبوع"

لقد مر شهر منذ أن بدأ البشر بالعودة إلى الأرض، ومعظمهم بدءوا بقتل الوحوش لحظة وصولهم ، ولكنا استطعنا السيطرة عليهم ،ما استطعت استنتاجه منهم بعد الاستجواب كان كالآتي:

١) البشر الذين غادروا الأرض ذهبوا إلى عوالم أخرى تحتوي على بشر ولم يكن غريب أن يكون أكثر من بشري في كل عالم، وهذه العوالم مختلفة ولم نستطع وضع فرضية عن سبب توزيع البشر على هذه العوالم.

٢) البشر عدائيون بشكل غريزي ضد الوحوش

٣) هناك بعض البشر الذين تم تسميتهم بالمستيقظين وهم بشر ذهبوا إلى عوالم مدمرة تغزوها الوحوش وحصلوا على قوى خارقة لمواجهتهم .

٤) يستحيل وضع بشري و وحش في نفس الغرفة .

وتبعا لذلك تم إنشاء وزارة الاحصاء التي تعمل على أمور البشر العائدين ويمكن للبشر أن يعملوا فيها ، إضافة إلى أنه يمنع على أي وحش لا يشبه البشر أن يعمل فيها ، ضمانا لسلامته.

**********************************

"حسنا كلاوس ، ماهو جدول اليوم ؟"

"حسنا ، اجتماع مع وزير الاحصاء عند ٨، الذهاب لمحاصيل الشرق لمعرفة سبب التصحر هناك عند ١٠، لقاء مع زعيم الغوبلن عند ١٣ ، الذهاب للأحياء الفقيرة عند ١٥، ثم يجب عليك العمل في المكتب لمدة لا تقل عن خمس ساعات لإنهاء المستندات والوثائق التي أجلتها طيلة الشهر الماضي بسبب أفعال البشر عند ١٦:٣٠، ثم زيارة البشر في مجتمعهم في ٢٢، ثم يمكنك العودة للمنزل حوالي ٢٣:٤٥"

"حقا، ألا يوجد وقت للغداء ؟!"

"آسف، لكن لا يوجد وقت لمثل هذه الأشياء "

"تبا، هيا أخبر السائق أن يجهز السيارة "

"ولكن ماذا عن إفطارك سيدي ، كما تعلم لن يكون هناك غداء اليوم وأنت تتجاوز وجباتك منذ فترة ، ألن يودي ذلك بصحتك ؟!"

قام فيليب هوفمان بالتقاط حبة طماطم من سلة الفواكه الموضوعة لوجبة الافطار ، وقال :"هذه تكفيني "

[لو أني أعرت اهتمام أكثر لواجباتي ، لما استطعت قيادة هذه الجموع من الوحوش ، كما أنه كان يجب اتخاذ اجراء مناسب مع هؤلاء البشر ]

٧:٥٨ وصلوا إلى وزارة الاحصاء وبعد ثلاث دقائق من الانتظار ، أدخلوا عند وزير الاحصاء

"إذا كيف تجري الأمور معك بشكل جيد ؟"

"نعم ، كل شيء على ما يرام حتى الآن ، إلا أن هناك بعض من مسببي المشاكل بين البشر ، ولكنا نطبق القوانين عليهم "

"جيد ، إذا ماذا عن الميزانية المخصصة للوزارة هل بها أي مشاكل ؟"

"بعد خصم الضرائب والدفع للمواطنين ، يبقى هناك كمية مناسبة من أموال الأوقات الحرجة "

على هذا النحو استمر الإجتماع هوفمان يستفسر ، والوزير يجيب ، بعد انقضاء الإجتماع سارة السيارة متجهة إلى الأراضي الشرقية لمعرفة سبب التصحر .

كانت الأرض التي أمامهم قاحلة لا تحتوي أي شكل من أشكال الحياة ، أو هذا ما ظنه الجميع ماعدا هوفمان الذي كان يتفحص ارض بعناية ، بعدها همس

"تبا ، وحوش حشرية مقرفة "، الوحوش الحشرية هي وحوش شبيهة بالحشرات يمكنها امتصاص نقاط الحياة من البيئة المحيطة بها ، وهي وحوش متمردة وصعبة المراس

"أنتم ، أين هو رئيسكم ، فليظهر نفسه وإلا أبدكم جميعا عن هذه الأرض " صرخ هوفمان

ثم فجأة ظهرت جموع من الحشرات أمامهم ، قام أحد هذه الوحوش بإرسال رسالة إلى هوفمان عبر التخاطر

"هوهو، لا تغضب أيها الطفل فنحن لا نفعل هذا بإرادتنا ، وإنما لنبقى على قيد الحياة "

أظهر هوفمان وجه غاضب وصرخ " تم تخصيص وجبات غذائية خاصة لكل جنس من الوحوش ولكنكم لا تأكلون ما صنع لكم "

"هذا لأن طعمه مريع بينما الطعام الطازج هنا لذيذ ومغذي ، ما يجب أن نطعمه للأمهات التي تحتاج إلى إطعام أطفالها ؟!"

" ٤ سنوات من الأعمال الشاقة لكل وحش حشري موجود هنا ، و١٠ سنوات في السجن لكل وحش حشري ليس هنا ، والإعدام لهذا المتغطرس رئيسهم ليكون عبرة لمن يعتبر "

"حاضر سيدي" قال كلاوس

**************************************************************

انتهى اليوم هكذا بدون مشاكل كبيرة أو أي من العائدين ، عاد فيليب هوفمان إلى منزله في تمام ٢٣:٤٥ في النهاية كانت حسابات التنين كلاوس دقيقة

جلس فيليب وهو يفكر في سؤال سأله وزير الاحصاء عنه

"احم ،سيدي ، أعرف أن هذه وقاحة مني ولكن هل تسمح لي بسؤال؟" سأل وزير الاحصاء

"تفضل"

"لماذا يا سيدي تهتم كثيرا للبشر ؟" تغيرت نظرات الوزير وتغير مزاجه إلى القلق " أنا لا أقصد أن أهين بني جنسك ، وأعرف أنه ليس لي الحق بالكلام عن أمور تخصك ولكن مقصدي هو أنك تعاملهم بلطف بينما هم ينعتونك بالخائن ويكرهونك "

"سبب ، اممم (فكر هوفمان ، ثم علت ابتسامة محياه )، لا يوجد سبب يمكنك أن تقول أني أفعل هذا للسخرية من هؤلاء البشر "

"آه ، فهمت"

فكر فيليب [سبب ، بالطبع لدي سبب ] حينها بدأت ذكريات طفولته بالتسلل إلى عقله عندما قاطعها صوت كلاود المتوتر .

"سيدي ، لقد ظهر بشري على بعد ١٠ كم من منزلك وهو قوي بشكل خاص ، استعصى على الوحوش مجابهته "

"تبا ، هيا بنا "

بعد دقائق وصلوا للموقع المحدد ، كانت هناك مجزرة في ذلك المكان ، مجزرة ارتكبها إنسان ولكن ما جذب النظر أكثر هو النظرات المتبادلة بين ذلك الإنسان وهوفمان ، كانت نظرات هوفمان تمتلك الحقد ، بينما نظرات ذلك الإنسان امتلك السخرية ، تقدم ذلك الإنسان باتجاه هوفمان بهدوء وابتسامة خبيثة تعلو محياه

"إذن يبدو أن مصاص الدماء أحضر أبناء جنسه إلى هنا "

"يبدو أن لديك الكثير من الوقت للمزاح ، ناولني سيفك " وأشار إلى كلاود أن يتناوله السيف

"سيدي هل تعرفه ؟"

"آه ، وأتمنى لو أني لم أعرف قطعة قمامة هذه ، يدعى ب بارك سوجون "

"بفت، أنظروا لمصاص الدماء هذا ، ماذا تظن نفسك محور الكون أو ماذا ؟" إنفجر بارك سوجون ضاحكا

ركض بارك سوجون موجها سيفه لوجه فيليب هوفمان

"حسنا ، من الآن فصاعدا هذا يعتبر دفاعا عن النفس " أمسك هوفمان سيفه صادا لسيف بارك

2023/06/07 · 38 مشاهدة · 910 كلمة
Report Me
نادي الروايات - 2024